رسالة إلى مهمومة
بسم الله الرحمن الرحيم
أختي الحبيبة: أراك مهمومة, حزينة, وأرى أنه من واجبي التخفيف عنك, فأنا لن أجد الراحة إن تركتك على هذا الحال.. فما بالك?هل حزنك وهمك بسبب أمور المسلمين وما آلت إليه أحوالهم في هذه الأيام؟!أتخافين على مستقبل الأطفال والشباب? أيهمك كيف سينبت هؤلاء بعد ما حدث ويحدث؟ هنا لن ألومك؛ فمن ذا الذي يستطيع أن يمر على هذه الأحداث مرور الكرام ...
إن الألم والأسى الذي لحق بأمتنا المسلمة وأحداث الحروب وتدمير المساجد والاستهانة بكتاب الله والاعتداء على أهل بيت رسول الله وصحابته الكرام, وقتل الأبرياء العزل, وانتهاك الحرمات، لهُو مصابنا الكبير. فكم من حقائق زُيفت.. وكم شهيد سقط.. وكم طفل قتلت براءته.. وكم أرملة ذرفت الدموع في ثنايا الليل, وكم من جريح نزف تحت جنح الظلام وكم عزيز ذل تحت سياط الغدر والحقد الدفين.. وكم محتاج أخذته العزة فكتم حاجته, وكم عفيفة نالتها يد الغدر والعار.. وكم تأخرت البلاد عن الركب؛ بل إن هناك أماكن من عالمنا الإسلامي العيش فيها بحد ذاته من المجاهدة.وإن أكثر ما يحز في النفس والخاطر أن هذه النكبات والأحداث تتصاعد في مرحلة حرجة وخطيرة . فهل يعقل أنه بدلا من أن يجتمع المسلمون ليوحدوا كلمتهم وينتهجوا نهج رسولهم صلى الله عليه وسلم ويدحضوا مؤامرات وأباطيل الغرب, فبدلا من هذا تأتي هذه الأحداث لتفتح جراح عميقة وتزهق أنهارًا من الدماء.
أختي الحبيبة:أنا مثلك والله قد تجرعت مرارة هذه الأحداث..فماذا سأقول لك؟ وبم أثلج صدرك؟ فلقد دمعت العين, وخرس اللسان, ولكن كيف لي أن أترك موجات الهمّ والفتور ترفعك تارة وتهبط بك تارة أخرى؟
أخيتي الحبيبة:سأضع بين يديك هذا الكلام المتواضع عساني أستطيع التخفيف عنك: أختي الحبيبة: اعلمي أن الله ما ابتلانا إلا ليمتحن سرائرنا وليميز الخبيث من الطيب, والصادق من الكاذب, والأمين من الخائن, والقوي بإيمانه من الضعيف...
بعد ذلك سيأتي حكم الله فتتجلى الحقائق الثابتة وتلمع في سماء الإيمان, وتذكري أختي أن للباطل جولة وللحق جولات...وكما قال تعالى: (فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ) [المؤمنون:54]بعدها, سيأتي أمر الله ليحق الحق بكلماته التي لا رادّ لها فيقطع دابر الكفرة ويخزيهم في الدنيا والآخرة.
فما علينا إلا الصبر والجهاد والتأمل في حكمة الله، والدعاء لكافة المسلمين بالهداية والغفران.
أختي الحبيبة:أحسب أن همّك هو ردة فعل لمرض أحد من ذويك. فتذكري أنكِ مؤمنة وتعلمين أن المرض البدني هو بمثابة نعمة من نعم الله علينا لأن فيه ثواب وأجر واحتساب، فما بالك بالذي يتمارض نفسيا فيصد عن الصراط المستقيم فيتولاه الشيطان ليختم على عينه بالعمى فلا يرى إلا الباطل الذي طالما تمناه، وعلى أذنه ليسمع ما يريده ويهواه, وعلى قلبه ليميته بمعصية الله، وعلى فمه فلا يخوض إلا بالكفر والضلالة، فيطلق لنفسه العنان ليصول ويجول بغير حق دون وقفة تأمل أو مراجعة للنفس والضمير.. فاحمدي الله على سلامة السريرة وطهارة القلب, وصفاء النية, وقوة الإيمان, وما غير ذلك فهو سهل ويسير بإذن الله..
أما إن كان هذا الهمّ والفتور هو نتيجة لأمور قد تضايقتِ منها في حياتكِ الأسرية فتذكري دومًا أن بيتك هو مملكتك الصغيرة وان الملكة هي أنت. فقط تدبري الأمور بحكمة واجعلي هدفك مرضاة الله تعالى وتعاملي بزهد مع هذه الدنيا الفانية واطمعي بما عند الله سبحانه من جنات عالية، واستأنسي بقوله تعالى: (وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [يونس:107]
تذكري أجر الصبر. قال الله تعالى: (... وبشر الصابرين، الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ) [البقرة /155-157]
وقال عليه الصلاة والسلام: (عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله خير, وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن, إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له, وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له) [رواه مسلم برقم 2999]
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه وفرّق عليه شمله ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له" [صحيح الجامع " ( 6510 )]
وفي الصحيحين عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكرب: (لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم )
وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم: أنه كان إذا حزبه أمر قال: (يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث.)
وعن أسماء بنت عميس رضي الله عنها قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم: (ألا أعلمك كلمات تقولينهن عند الكرب: الله الله ربي لا أشرك به شيئًا.)
وقال النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما أصاب عبدًا همٌّ ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماضٍ في حكمك عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدًا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همّي، إلا أذهب الله همّه وحزنه وأبدله مكانه فرجًا) [الكلم الطيب لشيخ الإسلام ابن تيمية بتحقيق الشيخ الألباني ص72]
وأخيرًا سأقول لك أخيتي الحبيبة:إن كان همّك هو خوف ووجل من الله تعالى, فبارك الله بهذا القلب الخاشع؛ فما أحلى الخشوع في طاعة الرحمن، والخوف منه سبحانه خوفًًا لا يجعلك يوصلك إلى دائرة القنوط من رحمته سبحانه.لذا سأودعك لتعودي إلي خلوتك بمناجاته سبحانه, وتبكي بين يديه, وتغسلي بدموعك آثار ذنوبكِ، وتفتحي صفحات جديدة تأملين فيها رحمته وتقواه ومغفرته, وجناته العالية.
(إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ)
[الأحقاف:13]
إن الألم والأسى الذي لحق بأمتنا المسلمة وأحداث الحروب وتدمير المساجد والاستهانة بكتاب الله والاعتداء على أهل بيت رسول الله وصحابته الكرام, وقتل الأبرياء العزل, وانتهاك الحرمات، لهُو مصابنا الكبير. فكم من حقائق زُيفت.. وكم شهيد سقط.. وكم طفل قتلت براءته.. وكم أرملة ذرفت الدموع في ثنايا الليل, وكم من جريح نزف تحت جنح الظلام وكم عزيز ذل تحت سياط الغدر والحقد الدفين.. وكم محتاج أخذته العزة فكتم حاجته, وكم عفيفة نالتها يد الغدر والعار.. وكم تأخرت البلاد عن الركب؛ بل إن هناك أماكن من عالمنا الإسلامي العيش فيها بحد ذاته من المجاهدة.وإن أكثر ما يحز في النفس والخاطر أن هذه النكبات والأحداث تتصاعد في مرحلة حرجة وخطيرة . فهل يعقل أنه بدلا من أن يجتمع المسلمون ليوحدوا كلمتهم وينتهجوا نهج رسولهم صلى الله عليه وسلم ويدحضوا مؤامرات وأباطيل الغرب, فبدلا من هذا تأتي هذه الأحداث لتفتح جراح عميقة وتزهق أنهارًا من الدماء.
أختي الحبيبة:أنا مثلك والله قد تجرعت مرارة هذه الأحداث..فماذا سأقول لك؟ وبم أثلج صدرك؟ فلقد دمعت العين, وخرس اللسان, ولكن كيف لي أن أترك موجات الهمّ والفتور ترفعك تارة وتهبط بك تارة أخرى؟
أخيتي الحبيبة:سأضع بين يديك هذا الكلام المتواضع عساني أستطيع التخفيف عنك: أختي الحبيبة: اعلمي أن الله ما ابتلانا إلا ليمتحن سرائرنا وليميز الخبيث من الطيب, والصادق من الكاذب, والأمين من الخائن, والقوي بإيمانه من الضعيف...
بعد ذلك سيأتي حكم الله فتتجلى الحقائق الثابتة وتلمع في سماء الإيمان, وتذكري أختي أن للباطل جولة وللحق جولات...وكما قال تعالى: (فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ) [المؤمنون:54]بعدها, سيأتي أمر الله ليحق الحق بكلماته التي لا رادّ لها فيقطع دابر الكفرة ويخزيهم في الدنيا والآخرة.
فما علينا إلا الصبر والجهاد والتأمل في حكمة الله، والدعاء لكافة المسلمين بالهداية والغفران.
أختي الحبيبة:أحسب أن همّك هو ردة فعل لمرض أحد من ذويك. فتذكري أنكِ مؤمنة وتعلمين أن المرض البدني هو بمثابة نعمة من نعم الله علينا لأن فيه ثواب وأجر واحتساب، فما بالك بالذي يتمارض نفسيا فيصد عن الصراط المستقيم فيتولاه الشيطان ليختم على عينه بالعمى فلا يرى إلا الباطل الذي طالما تمناه، وعلى أذنه ليسمع ما يريده ويهواه, وعلى قلبه ليميته بمعصية الله، وعلى فمه فلا يخوض إلا بالكفر والضلالة، فيطلق لنفسه العنان ليصول ويجول بغير حق دون وقفة تأمل أو مراجعة للنفس والضمير.. فاحمدي الله على سلامة السريرة وطهارة القلب, وصفاء النية, وقوة الإيمان, وما غير ذلك فهو سهل ويسير بإذن الله..
أما إن كان هذا الهمّ والفتور هو نتيجة لأمور قد تضايقتِ منها في حياتكِ الأسرية فتذكري دومًا أن بيتك هو مملكتك الصغيرة وان الملكة هي أنت. فقط تدبري الأمور بحكمة واجعلي هدفك مرضاة الله تعالى وتعاملي بزهد مع هذه الدنيا الفانية واطمعي بما عند الله سبحانه من جنات عالية، واستأنسي بقوله تعالى: (وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [يونس:107]
تذكري أجر الصبر. قال الله تعالى: (... وبشر الصابرين، الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ) [البقرة /155-157]
وقال عليه الصلاة والسلام: (عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله خير, وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن, إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له, وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له) [رواه مسلم برقم 2999]
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه وفرّق عليه شمله ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له" [صحيح الجامع " ( 6510 )]
وفي الصحيحين عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكرب: (لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم )
وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم: أنه كان إذا حزبه أمر قال: (يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث.)
وعن أسماء بنت عميس رضي الله عنها قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم: (ألا أعلمك كلمات تقولينهن عند الكرب: الله الله ربي لا أشرك به شيئًا.)
وقال النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما أصاب عبدًا همٌّ ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماضٍ في حكمك عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدًا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همّي، إلا أذهب الله همّه وحزنه وأبدله مكانه فرجًا) [الكلم الطيب لشيخ الإسلام ابن تيمية بتحقيق الشيخ الألباني ص72]
وأخيرًا سأقول لك أخيتي الحبيبة:إن كان همّك هو خوف ووجل من الله تعالى, فبارك الله بهذا القلب الخاشع؛ فما أحلى الخشوع في طاعة الرحمن، والخوف منه سبحانه خوفًًا لا يجعلك يوصلك إلى دائرة القنوط من رحمته سبحانه.لذا سأودعك لتعودي إلي خلوتك بمناجاته سبحانه, وتبكي بين يديه, وتغسلي بدموعك آثار ذنوبكِ، وتفتحي صفحات جديدة تأملين فيها رحمته وتقواه ومغفرته, وجناته العالية.
(إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ)
[الأحقاف:13]
منقول من موقع طريق الاسلام - ركن الاخوات
0 Comments:
Post a Comment
<< Home