Wednesday, June 07, 2006

مواقف مفيدة


من حيل العرب
عن الشعبى قال : قال عمر بن معد يكرب : خرجت يوماً حتى انتهيت
إلى حى ، فإذا بفرس مشدود ورمح مركوز وصاحبه فى البئر ، فقلت
له : خذ حذرك فإنى قاتلك . قال : من أنت ؟ قلت : عمرو بن معد يكرب
قال : يا أبا ثور ، ما أنصفتنى . أنت على ظهر فرسك وأنا فى البئر
فأعطنى عهداً أنك لا تقتلنى حتى أركب فرسى وأخذ حذرى ، فأعطيته
عهداً أن لا أقتله حتى يركب فرسه ويأخذ حذره ، فخرج من الموضع
الذى كان فيه حتى احتمى بسيفه وجلس . فقلت له : ما هذا ؟ قال : ما
أنا براكب فرسى ولا مقاتلك ، فإن كنت نكثت عهداً فأنت أعلم . فتركته
ومضيت . فهذا أحيل ما رأيت

هذا هو ما صيرنا إلى هذا الحال

قال الأصمعى : قال رجل من أهل الشام : قدمت المدينة فقصدت منزل
إبراهيم بن هرمة ، فإذا له بنت صغيرة تلعب بالطين ، فقلت لها : ما
فعل أبوكِ ؟ قال : وفد إلى بعض الأجواد ، فمالنا منه علم منذ مدة
قلت : انحرى لنا ناقة ، فإنا أضيافك . قالت : والله ما عندنا ، فقلت : شاة
قالت : والله ما عندنا ، قلت : فدجاجة ، قالت : والله ما عندنا ، قلت
فأعطنا بيضة ، فقالت : والله ما عندنا ، فقلت : فباطل ما يدَّعيه أبوكِ
من كرم . قالت : فذاك الفعل من أبى هو الذى أصارنا إلى ليس عندنا شىء

اللهم أجرنى فى مصيبتى

هذا هو الشيخ العابد محمد المنصور رحمه الله تروى زوجته أنه كان
يقوم الليل بثلاث ساعات يناجى ربه ويدعوه ، وفى يوم من الأيام تأخر
فلم يستيقظ إلا قبل الفجر بساعة واحدة ، فلما قام قال
إنا لله وإنا إليه راجعون ، اللهم أجرنى فى مصيبتى واخلفنى خيراً منها

لقد أصابه الحزن الشديد لأنه لم يقم إلا ساعة واحدة ، إن هذا العمل هو
عمل المتقين كما قال الله تعالى
كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون

إنها ملكة

كانت ملكة على عرشها على أسرَّة ممهدة وفرش منضدة بين خدم
يخدمونها وأهل يكرمونها ، لكنها كانت مؤمنة تكتم إيمانها . إنها آسيا
امرأة فرعون ، كانت فى نعيم مقيم ، فلما رأت قوافل الشهداء تتسابق
إلى أبواب السماء ، اشتاقت لمجاورة ربها وكرهاً لمجاورة فرعون
فلما قتل فرعون الماشطة المؤمنة دخل على زوجته آسيا ليستعرض
أمامها قواه ، فصاحت به آسيا : الويل لك ما أجرأك على الله ! ، ثم
أعلنت إيمانها بالله ، فغضب فرعون وأقسم لتذوقن العذاب أو لتكفرن
بالله ثم أمر فرعون بها فمُدَّت بين يديه على لوح ورُبطت يداها وقدماها
فى أوتاد من حديد وأمر بضربها فضربت حتى بدأت الدماء تسيب من
جسدها واللحم ينسلخ عن عظامها ، فلما اشتد عليها العذاب وعاينت
الموت رفعت بصرها إلى السماء وقالت ربِّ ابن لى عندك بيتاً فى الجنة
ونجِّنى من فرعون وعمله ونجِّنى من القوم الظالمين سورة التحريم
الآية 11
وارتفعت دعوتها إلى السماء . قال ابن كثير : فكشف الله لها عن بيتها
فى الجنة فتبسَّمت ثم ماتت ... نعم ... ماتت الملكة التى كانت بين طيب وبخور وفرح وسرور ... نعم تركت فساتينها وعطورها وخدمها
وصديقاتها ، واختارت الموت لكنها اليوم تتقلب فى النعيم كيفما شاءت
قد نفعها صبرها على الطاعات ومقاومتها للشهوات

الدعوات الثلاث

عن عكرمة عن ابن عباس فى قوله تعالى واتل عليهم نبأ الذى آتيناه
آياتنا فانسلخ منها قال : هو رجل كان فى بنى إسرائيل أعطى ثلاث
دعوات يُستجاب له فيهن ما يدعو به ، وكان له امرأة له منها ولد
وكانت سمجة دميمة ، قالت : ادع الله أن يجعلنى أجمل امرأة فى بنى
إسرائيل ، فدعا الله لها فلما علمت أن ليس فى بنى إسرائيل أجمل منها
رغبت عن زوجها وأرادت غيره ، فلما رغبت عنه دعا الله أن يجعلها
كلبة نبَّاحة ، وذهبت عنه دعوتان فجاء بنوها وقالوا : ليس بنا على هذا
صبر أن جعلها الله كلبة نبَّاحة يُعيرنا الناس بها ، فادع الله أن يردها
إلى الحال التى كانت عليها أولاً . فدعا الله فعادت كما كانت فذهب
فيها الدعوات الثلاث
تشرب من ماء السماء

هى أم شريك غزية الأنصارية ... أسلمت مع أول من أسلم فى مكة
فلما رأت تمكن الكافرين وضعف المؤمنين . حملت هم الدعوة إلى
الدين فقوى إيمانها وارتفع شأن ربها عندها ، ثم جعلت تدخل على نساء
قريش سراً فتدعوهن إلى الإسلام وتحذرهن من عبادة الأصنام حتى
ظهر أمرها لكفار مكة ، فاشتد غضبهم عليها ولم تكن قرشية يمنعها
قومها ، فأخذها الكفار وقالوا : لولا أن قومك حلفاء لنا لفعلنا بك وفعلنا
لكننا سنخرجك من مكة إلى قومك ، فسلسلوها ثم حملوها على بعير ولم
يجعلوا تحتها رحلاً ولا كساء تعذيباً لها ، ثم ساروا بها ثلاثة أيام لا
يطعمونها ولا يسقونها حتى كادت أن تهلك ظمأً وجوعاً ، وكانوا من
حقدهم عليها إذا نزلوا منزلاً أوثقوها ثم ألقوها تحت حر الشمس واستظلوا
هم تحت الشجر ، فبينما هم فى طريقهم نزلوا منزلاً وأنزلوها من على
البعير وأوثقوها فى الشمس فاستسقتهم فلم يسقوها ، فبينما هى تتلمظ
عطشاً إذا بشىء بارد على صدرها فتناولته بيدها فإذا هو دلو من ماء
فشربت منه قليلاً ثم نُزِع منها فرُفِع ثم عاد فتناولته ثم رُفِع مِراراً
فشربت حتى رويَت ثم أفاضت منه على جسدها ، فلما استيقظ الكفار
وأرادوا الارتحال أقبلوا إليها فإذا هم بأثر الماء على جسدها وثيابها
ورأوها فى هيئة حسنة فعجبوا ... كيف وصلت إلى الماء وهى مقيَّدة ؟
فقالوا لها : حللتِ قيودك فأخذت سقائنا فشربتِ منه ؟ قالت : لا والله
ولكنه نزل علىَّ دلو من السماء فشربت منه حتى رويت . فنظر بعضهم
إلى بعض وقالوا : لئن كانت صادقة لدينها خير من ديننا . وتفقدوا قربهم وأسقيتهم فوجدوها كما تركوها فأسلموا عند ذلك كلهم ، وأطلقوها من
عقالها وأحسنوا إليها . أسلموا كلهم بسبب صبرها وثباتها . وتأتى أم شريك
يوم القيامة وفى صحيفتها رجال ونساء أسلموا على يدها

اطمئن فهذه نعمة

دخل على الإمام الصادق علىّ بن أبى طالب أحد أصحابه وهو باكٍ
فسأله علىّ : ما يبكيك ؟ فقال : لقد طلبت حوائج من الله عز وجل وقد
أعطانى الله ذلك ، طلبت مالاً فأعطانى ، وطلبت بيتاً فأعطانى ، فبكائى
ربما أكون من المستدرَجين ( ربما أكون مبغوضاً عند الله تعالى ، فقد
قضى حاجتى بسرعة حتى يردنى أو ليشغلنى فى أمور الدنيا ) فقال
علىّ : هل ازداد شكرك لله منذ أن أعطاك هذه النعم ؟ قال : نعم
فقال علىّ : إذن ! اطمئن فهذه نعمة
من قصص النمل مع النبى سليمان

ذكروا أن سليمان كان جالساً على شاطىء بحر ، فبصر بنملة تحمل
حبة قمح تذهب بها نحو البحر ، فجعل سليمان ينظر إليها حتى بلغت
الماء فإذا بضفدعة قد أخرجت رأسها من الماء ، ففتحت فاها فدخلت
النملة وغاصت الضفدعة فى البحر ساعات طويلة ، وسليمان يتفكر
فى ذلك متعجباً . ثم خرجت الضفدعة من الماء وفتحت فاها فخرجت
النملة ولم يكن معها الحبة ، فدعاها سليمان عليه السلام وسألها وشأنها
وأين كانت ؟ فقالت : يا نبىّ الله ، إن فى قعر البحر الذى تراه صخرة
مجوَّفة وفى جوفها دودة عمياء ، وقد خلقها الله تعالى هنالك ، فلا
تقدر أن تخرج منها لطلب معاشها ، وقد وكلنى الله برزقها . فأنا
أحمل رزقها ، وسخر الله تعالى هذه الضفدعة لتحملنى فلا يضرنى
الماء فى فيها ، وتضع فاها على ثقب الصخرة وأدخلها ، ثم إذا أوصلت
رزقها إليها وخرجت من ثقب الصخرة إلى فيها فتخرجنى من البحر
فقال سليمان عليه السلام : وهل سمعتِ لها من تسبيحة ؟ قالت : نعم
تقول

يا من لا ينسانى فى جوف هذه اللجة برزقك
لا تنس عبادك المؤمنين برحمتك

0 Comments:

Post a Comment

<< Home