Monday, June 12, 2006

"هل يتـوجب علي إعادة كـل الصلوات التي فاتتـني


بسم الله الرحمن الرحيـم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتـه
هل يتـوجب علي إعادة كـل الصلوات التي فاتتـني/
سـؤال/ لقد كنت مقصرا في الصـلاة وتاركا لها في أحيان كثيرة ثـم هداني الله والتزمـت وأصبحت أحافظ عليها في المسجـد.
ثـم علمت بأنه يتوجب علي إعـادة كل الصلوات التي فاتتـني لكل هذه الفترة، فهل هذا صحيـح؟
ومـاذا يتوجب علي فعله؟ أرشـدوني، جزاكم الله خيرا فـأنا في حيرة من أمـري.
جـواب/ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتـه، بارك الله فيك، وثبّتك على الحـق .
الصحيـح أنه لا يجب عليك قضـاء ما تَركت، طالما أنـك تُبت إلى الله، وهذا الذي رجّحـه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمـه الله، من أنه لا يجب عليه قضـاء ما تركه عمد
ا
ً.
فقـد سئل رحمه الله عن تارك الصـلاة من غير عذر، هل هو مسلم في تلـك الحال ؟
فأجـاب/ أما تارك الصلاة فهذا إن لـم يكن معتقدا لوجوبـها فهو كافر بالنص والإجمـاع.
لكـن إذا أسلم ولم يعلم أن الله أوجـب عليه الصلاة أو وجوب بعض أركانـها مثل أن يصلي بلا وضوء، فـلا يعلم أن الله أوجب عليـه الوضوء أو يُصلي مع الجنابـة.
فـلا يعلم أن الله أوجب عليه غسـل الجنابة، فهذا ليس بكافر إذا لم يعلـم، لكن إذا علم الوجوب هل يجـب عليه القضاء ؟
فيـه قولان للعلماء في مذهب أحمـد ومالك وغيرهما قيل: يجب عليـه القضاء، وهو المشهور عن أصحاب الشافعـي وكثير من أصحاب أحمـد .
وقيـل: لا يجب عليه القضـاء، وهذا هو الظاهـر. اهـ .
وأكثـر من الحسنات، فإن الحسنات يُذهـبن السيئات. قال الفضيل بن عياض لـرجل: كم أتت عليك؟ قال: ستـون سنة. قال: فأنت منذ ستـين سنة تسير إلى ربك، توشـك أن تَبلُغ .
فقـال الرجل: يا أبا علي! إنـا لله وإن إليه راجعون. قـال له الفضيل: تعلم مـا تقول ؟
قـال الرجل: قلتُ إنا لله وإنا إليـه راجعون. قال الفضيل: تعلم مـا تفسيره؟ قال الرجل: فسره لنا يـا أبا علي.
قـال: قولك إنا لله تقول أنـا لله عبد، وأنا إلى الله راجـع، فمن علم أنه عبد الله وأنـه إليه راجع فليعلم بأنه موقـوف.
ومـن علم بأنه موقوف، فليعلـم بأنه مسئول، ومن علم أنه مسئـول فليعد للسؤال جوابـا. فقال الرجل : فما الحيلـة ؟
قـال: يسيره. قال: ما هي؟ قـال: تُحسِن فيما بقي يُغفـر لك ما مضى وما بقي، فإنـك إن أسأت فيما بقي أخذت بـما مضى وما بقـي. والله تعالى أعلم

0 Comments:

Post a Comment

<< Home